Translate فضل

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 2 أبريل 2024

​مجلة المقتبس - العدد 81​ معجم ما استعجم

 

​مجلة المقتبس - العدد 81​ 

 

 معجم ما استعجم 

 

 مصير ومسير ملاحظات: بتاريخ: 1 - 11 - 1912 

=المؤلفات كالأشخاص منها ما يخادنه السعد فيشتهر وتتداوله الأيدي الجيل وبع الجيل والقرن بعد الآخر ومنها ما ينسى ولا يظهر ومنها ما بينَ بين. وكتاب معجم ما استعجم لأبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن أبي مصعب البكري الوزير هو من الطكتب التي عزت قبل الطباعة وبعدها لقلة ما استنسخ منها فيلا عصر مؤلفها وبعده في الغالب حتى أن ياقوتاً الرومي في معجم البلدان قال أن لأبي عبيد كتاب المسالك والممالك (ولعله مطبوع) وكتاب معجم ما استعجم من أسماء البقاع ولم أره بعد البحث عنه والتطلب له. ولكن ما عز عَلَى المتقدم تهيأ للمتأخر فإن إبراهيم الجنيني من أهل دمشق أكمل نسخ هذا الكتاب الممتع سنة 1100 في دمشق وكان أكمل الجزء الثاني سنة 1095 إذ لم يجد الأول ثم بلغه أن في مكة منه عند الشيخ حسن بن العجيمي وبعد ثلاث سنين أرسل له هذا أنه جءا مع رجل نسخة من مصر فنسخها وبعثها لصاحبه الدمشقي فأكمل نسخته وهذه النسخة بعينها هي التي نقلت من جملة ألوف كتب العلم في دمشق عاصمة الشام وعمرت بها مكاتب ألمانيا منذ منتصف القرن الماضي إذ كان القوم هنا لا يحرصون عَلَى غير الدينيات واللسانيات من الأسفار. ولقد قيض الله لنشر هذا المصنف البديع عالماً من علماء المشرقيات من الألمان الأستاذ وستنفليد شيخ اللغة العربية في عصره المتوفى سنة 1899 فنشره كما نشر معجم البلدان لياقوت ونشر نحو مائتي كتاب من كتب المسلمين في التاريخ والجغرافيا والنسب وغيرها مثل طبقات الحفاظ للذهبي والاشتقاق لابن دريد وسيرة ابن هشام والأنساب للسمعاني والمشترك وضعاً والمختلف صقعاً لياقوت وعجائب المخلوقات وآثار البلاد للقزويني ووفيات الأعيان لابن خلكان فاستحق شكر الأمة العربية بل الآداب العربية كما استحق ذلك الأستاذ دي كوي الهولاندي الذي طبع ثمانية تآليف في الجغرافيا لأئمة هذا الشأن من الأقدمين وسماها المكتبة الجغرافية العربية. وأبو عبيد البكري هم كما قال ابن مكتوم عبد الله بن عبد العزيز محمد البكري من أهل شلطيش سكن قرطبة يكنى أبا عبيد روى عن أبي مروان بن حيان أبي بكر المصحفي وأبي العباس العذري سمع منه بالمرية وأجاز له عمر بن عبد البر الحافظ وكان غيرهم من أهل اللغة والآداب الواسعة والمعرفة بمعاني الشعر والغريب والأنساب والأخبار متقناً ل قيده ضابطاً لما كتبه جميل الكتب مهتم بما يمسكها في ثياب الشرب إكراماً لها وصيانة وجمع كتاباً في أعلام نبوة نبينا عليه الصلاة والسلام أخذه الناس إلى غير ذلك من تواليفه وتوفي رحمه الله في شوال سنة سبع وثمانين وأربعمائة. وترجمة الفتح ابن خاقان في قلائد العقبان بما صورته: عالم الأوان وقدره ومصنف البيان ومشنفه بتواليف كأنها الخرائد وتصانيف أبهى من القلائد حلى بها من الزمان عاطلاً وأرسل بها غمام الإحسان هاطلاً ووضعها في فنون مختلفة وأنواع وأقطعها ما شاء من إتقان وإبداع أما الأدب فهو كان منتهاه ومطحل سهاه وقطب مداره وفلك تمامه وإبداره وكان كل ملك من ملوك الأندلس يتهاداه تهادي المقل للكرى والآذان للبشرى عَلَى هناة كانت فيه فإنه رحمه الله مباكر للراح ولا يصحو من خمارها ولا يمحو رسم إدمانه من مضمارها ولا يريح إلا عَلَى تعاطيها ولا يستريح إلا إلى معاطيها قد اتخذ إدمانها هجيره ونبذ من الأقلاع نبذ عاصم بن الأيمن مجيره فلما حال انقراض شعبان وانصرامه كانت فيه مستبشعة الذكر مستنشعة النكر تمجها الأوهام والخواطر ويثبتها السماع المتواتر. وقد أثبت ما يشهد لك بتقدمه ويريك منتهى قدمه رايته وأنا غلام ما أقمر هلالي ولا نبع في الذكاء كوثري ولا زلالي في مجلس ابن منظور وهو في هيئة كأنما كسيت بالبهاء والنور وله سبلة يروق العيون إيماضها ويغرق السواد بياضها وقد بلغ سن ابن ملحم وهو يتكلم فيفوق كل متكلم فجرى ذكر ابن مقلة وخطه وأفيض في رفعه وحطه فقال: خط ابن مقلة من أرعاه مقلته ... ودت جوارحه وأصبحت مقلاً فالدر يصفر لاستحسانه حسداً ... والورد يحمر من إبداعه خجلاً وله فصل من كتاب راجع به الفقيد الأستاذ أبا الحسن بن دريد رحمهما الله: وتالله إني لا أطعم جنى محاورتك فيقف في اللهاة وأجد لتخيل مجالستك ما يجده الغريق للنجاة وأعتقد في مجاورتك ما يعتقده الجبان في الحياة. متى تخطئ الأيام في بأن أرى ... بغيضاً يناءي أو حياً يقرب ورأيت رغبتك في الكتاب الذي لم تحرر ولم يتهذب وكيف التفرغ لقضاء إرب والنشاط قد ولى وذهب فما أجده إلا كما قيل: نزراً كما استكرهت عائر نفحة ... من فارة المسلك التي لم تفتق وإن يعن الله عَلَى المراد فيك والله يستفاد وبرغبتك أخرجه من الوجود إلى العدم وإليك يصل أدنى ظلم بحول الله. وله فضل من رقعة يهنئ بها الوزير الأجل أبا بكر بن زيدون بالوزارة: أسعد الله بوزارة سيدي الدنيا والدين وأجرى لها الطير الميامين ووصل بها التأييد والتمكين والحمد لله عَلَى أمل بلغه وجدل قد سوغه وضمان حققه ورجاء صدقه وله المنة في ظلام كان أعزه صحبه ومستبهم غداً شرحه وعطل نجر كان حليه وضلال دهر صار هديه. فقد عمر الله الوزارة باسمه ... ورد إليها أهلها بعد إقصاد هذا هو المؤلف أما تأليفه فقد جعل عَلَى حروف المعجم ولكن عَلَى طريقة الغاربة أو الطريقة الإفريقية لا طريقة المشارقة فبدأ: اب ت ث ج ح خ د ز ط ظ ك ل م ن ص ض ع غ ف ق س ش هـ وي. وحقق فيه أسماء البقاع والبلاد والمياه والجبال والبحيرات في بلاد العرب من الحجاز وتهامة واليمن والشام والعراق ونجد والموصل. وغريب والحال حال مؤلفي الغرب: أندلسي يعني ببلاد المشرق يجيد ولا إجادة المشارق أنفسهم. وهذا الكتاب ضروري كما يقول دوزي المستشرق الهولاندي لمن يدرسون التاريخ القديم والجغرافيا وشعراء الأقدمين والحديث فيذكر المؤلف رسم البلد أو البقعة ويعين مكانها ويستشهد بكثير من الأشعار التي وردت فيها ذكر هذه البلدة. قال المؤلف هذا كتاب معجم ما استعجم ذكر فيه جملة ما ورد من الحديث والأخبار والتورايخ والأسفار من المنازل والديار والقرى والأمصار والجبال والآثار والمياه والآبار والدارات والحرار منسوبة محددة. وقد أفاض في المقدمة في الكلام عَلَى جزيرة العرب وحدودها وقبائلها وما إلى ذلك من الفوائد الجغرافية فاستغرق نحو 55 صفحة من هذه الطبعة التي طبعت في غوتنغن في (ألمانيا) سنة 1876 عَلَى الحجر والغالب أنها بخط ناشره الأستاذ وستنفيلد أجزل الله ثوابه. وإليك مثالاً من وصفه خراسان: خراسان بلاد معروف قال الجرجاني معنى خركل أو أسان معناه سها أي كل بلا تعب وقال غيره معنى خراسان بالفارسية مطلع الشمس والعرب إذا ذكرت مطلع المشرق كله قالوا فارس فخراسان من فارس وعلى هذا تأويل حديث النبي ﷺ لو كان الإيمان بالثريا لناله رجال من أهل فارس إنه عنى أهل خراسان لأنك إن طلبت مصداق هذا الحديث في فارس لم تجده أولاً ولا آخراً وتجد هذه الصفة نفسها في أهل خراسان دخل الإسلام رغبة ومنهم العلماء والنبلاء والمحدثون والمتعبدون وأنت إذا أجملت المحدثين في كل بلد في كل بلد وجدت نصفهم من خراسان وجل رجالات الدولة من خراسان البرامكة والقخاطبة وطاهر وبنوه وعلي بن هاشم وغيرهم وأما أهل فارس فكانوا كنار خمدت لم يبق لهم بقية ولا شريف يعرف إلا ابن المقفع وابنا سهل الفضل والحسن. ومما قاله في رسم ضرية وحليت (ص 637) جبل أسود في أرض الضباب بعيد ما بيبن الطرفين كثير معادن التبر وكان به معدن يدعى النجادي كان لرجل من ولد سعد بن أبي وقاص يقال له نجاد بن موسى به سمي ولم يعلم بالأرض معدن أكثر منه نيلاً لقد أثاروه والذهب غال بالآفاق كلها فأرخصوا الذهب بالعراق والحجاز ثم أنه تغير وقل نيله وقد عمله بنو نجاد دهراًَ قوم بعد قوم. . ومن فوائده أيضاً قوله فيما يؤنث من البلاد ويذكر قال: الغالب عَلَى أسماء البلاد التأنيث والمؤنث منها عَلَى أحد أمرين إما أن تكون في علامة فاصلة بينه وبين المذكر كقولك مكة والجزيرة وإما أن يكون اسم المدينة مسغنياً بقيام معنى التأنيث فيه عن العلامة كقولك حمص وفيد وحلب ودمشق وكل اسم فيه ألف ونون زائدان فهما مذكر بمنزلة الشام والعراق نحو جرجرا وحلوان وحوران وأصفهان وهمذان أشد الفراء: فلما بدا حوران والآدل دونه ... نظرت فلم تنظر بعينيك منظراً وانشد أيضاً عن الكسائي: سقيا لحلوان ذو الكروم وما ... صنف من تينه ومن عنبه هكذا رواه صنف بضم الصاد ورواه يعقوب صنف بفتحها يقال صنف التمر إذا أدرك بعضه ولم يدرك بعض فإن رأيت شيئاً من ذلك مؤنثاً فإنما يذهب فيه إلى معنى المدينة والأغلب عَلَى فيد التأنيث وكذلك بعلبك وقد تقدم ذكر ذلك في رسومها وقال أبو هفان هي مبني وهو مبني وأنشد اللوجي: سقى منى ثم رواه وساكنه ... وما ثوى فيه واهي الودق مُنبعق وقال الفراء الغالب عَلَى منى التذكير والإجراء والغالب عَلَى فارس التأنيث وترك الإجراء قال الشاعر: لقد علمت أبناء فارس أنني ... عَلَى عربيات النساء غيور وهجر الغالب عليه التذكير وربما أنثوها وقد أنشدنا شعر الفرزدق في تأنيثها وسجع العرب قال الفراء إنما أجرت العرب هنداً ودعداً وجعلاً وهي مؤنثات ولم يجروا حمص وفيد وتوز وهي مؤنثات عَلَى ثلاثة أحرف لأنهم يرددون اسم المرأة عَلَى غيرها ولا يرددون اسم المدينة عَلَى غيرها فلم تردد لم تكثر في الكلام لزمها الثقل ونرك الإجراء وقال أبو حاتم حجر اليمامة يذكر ويؤنث قال وفلج مذكر عَلَى كل حال وعمان الغالب عليها التأنيث وقباء وأضاخ فيذكران ويؤنثان وبدر مذكر قال الله عز وجل ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة وحنين مذر لأنهما اسمان للماء قال الله تعالى ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم وربما أنثته العرب لأنه اسم للبقع قال حسان: نصروا بنيهم وشدوا أزره ... بحنين يوم تواكل الأبطال والحجاز واليمن والشام والعراق ذكران ومصر مؤنثة قال الله تعالى ملك مصر وقال تعالى ادخلوا مصر وقال عامر بن وائلة الكناني لمعاوية أما عمرو بن العاص فانطفته مصر وأما قول الله عز وجل اهبطوا مصراً فإنه أراد مصراً من الأمصار وقرأ سليمان الأعمش اهبطوا مصر وقال هي مصر التي عليها سليمان بن علي فلم يجرها. ودابق يذكر ويؤنث من ذكر قال هواسم للنهر ومن أنت قال هواسم للمدينة قال الشاعر في الإجراء: بدابق وابن مني دابق وأنشد الفراء في تلك الأجزاء: لقد ضاع قوم قلدوك أمورهم ... بدابق إذ قيل العدو قريب ونجد مذكر قال الشاعر: قال تدعى نجداً دعه من به ... وأن تسكني نجداً فيا حبذ نجدا وبغداد تذكر وتؤنث وقد مضى القول في ذلك وذكرنا كم من لغة فيها وصفون وقنسرون وماردون والسليحون. وكذلك نصيبون وفلسطون وقد مضى القول في أعرابها وجرت الغالب عليه التذكير والإجراء وربما أنثوه وقد مضى الشاهد عَلَى ذلك وأجاز الفراء أن تقول هذا حراء بالإجراء تقول هذه ثم تذهب إلى الجبل كما تقول ألف درهم والكلام هذا ألف درهم وثبير مذكر وكانوا يقولون أشرق ثبير كيما تغير وكبكب معرفة مؤنث لا تجري وهو اسم للجبل ما حوله وقد تقدم إنشاد بيت الأعشى فيه اهـ. هذه نموذجات من الكتاب وهو جعبة فوائد للمتأدبين والعالمين وقد وقي في زهاء 850 صفحة وأضاف إليه ناشره فهراساً عاماً بأعلامه عَلَى عادة علماء المشرقيات في أسفارنا التي يحيونها بالطبع في بلادهم.************* كل فرد لغاية هو غاد ... لا يرى غيرها طريق السداد باذلاً جهده وراء الأماني حثيثاً يسعى لها في الجهاد غير أن الغايات مختلفات ... فهي بين الإصلاح والفساد والذي ينظر في الدن ... يا بعيني بصيرة واتنتقاد لا يرى غير طامع بجمع الما ... ل ويغنى وطامع بازدياد فكأن الإنسان ما جاء إلا ... لمعاش ما بين ماءٍ وزادِ قل لمن يجهل الحياة تفكر ... في مصير الاباء والأجداد كيف كانوا واين صاروا واين الرسل وأين القرون من قبل عاد أينَ أين المكلوك وأين الرعايا ... أين أين القواد والأجناد أين أين البناة أين الباني ... أين من شيدوا كذات العماد أين إسكندجر واين هرقل ... اين نمرود اين ذو الأوتاد اين قارون اين فرعون موسى ... اين كسرى وقيصر ذو الآد اين من كتبوا الكتاب للحر ... ب وصالوا بالمرهفات الحداد اين من كانوا يحرضصون عَلَى الما ... ل ومن كان كعبة القصاد هذه ذورتهم تجيبك عنهم ... لو يجيب الجماد صوت المنادي! صرتهم كأس المنون لما ... يستفيقوا حتى أوان التنادي وغدوا يحملون من بعد عرش الملك في موكب عَلَى الأعواد وجفاهم إخوانهم وبنوهم ... وجميع الحجاب والقواد واستقروا في ضيق اللحد يا سعد مقر السيوف في الأغماد ووضعوا بالتراب بعد فراش ... من حديد مؤثر ووساد جمعتهم دار المنون جميعاً ... وهم من قبائل وبلاد فغدا الضد يألف الضد طوعاً ... وغريب تآلف الأضداد ومليك الزمان منهم له الدو ... د نديم بعد الحسان الخراد كل هذا وأنت تطغى وتغتر ... بدنيا مصيرها للنفاد! أنت في كل حالة حيث صاروا ... صائر خلفهم بلا استعداد سعد أن الإنسان أصلحه الله ... ظلوم من ساعة الميلاد ذو نفاق وذو جداع وذو ... مكر وذو شرة وذو استبداد أيها المرء أنت اشرف مخلو ... ق عَلَى الأرض ذو حجى وقاد أيها المرء أنت أحسن خلق الله خلقاً وأحسن الإحاد لم يكن خلقك الذي جئت فيه ... عبثاً كالوحوش أو الجماد بل لأمر بل أمور كثار ... أنت عنهن غافل في رقاد طاعة الله رأسها فوق رب النا ... س رب الفناء رب العباد مرسل الريح منشئ السب داحي ال ... أرض بل رافع الطباق الشداد واحد ما له بكل شريك ... جل عن والد وعن أولاد قربته الظنون من كل شيء ... نزهته العقول عن الأنداد إنما الفضل لو علمت هو العلم ... وبذل الندى وبيض الأيادي والنهي والإباء مع شمم الأنف ... وغوث اللهيف بالأنجاد طلب المجد عزة النفس حسن الذكر نيل الفخار طول النجاد سعة الخلق عفة الجيب نفع ال ... ناس طرداً من حاضر أو باد سيرة العدل لهجة الصدق حفظ ال ... عهد حفظ الذمام صدق الوداد أيها الغافل انتبه من رقاد ... إن ذاك العصر ليس عصر الرقاد إن ذا العصر عصر رب المساعي ... إن ذا العصر عصر واري الزناد إن ذا العصر عصر جذب ودفع ... عصر نيل العلا بطول السهاد إن ذا العصر عصر نور وهدى ... عصر علم الحجى والسداد عصر سبق ومفخر ورقي ... عصر سير البخار والمنطاد ليت شعري متى تلين القلوب ... من اناس قست كصم الصلات فيؤاسي الغني منهم أخا الفقير ويضحي الشحيح سمج الأيادي ويعيش الفتى بأرغد عيش ... لا يرى عيشه خسة ونكاد وتمر الأيام طراً عَلَى النا ... س يعدونها من الأعياد ويصير الغني منهم نبيهاً ... عارفاً بالإصدار والإيراد ويعودون من قد دعي لأذاة ... حين يدعو كنافخ في الرماد ثم تغدو ترعي مع الذئاب شاء ... وظباء النقا مع الأسياد لست ادري وليتني كنت أدري ... أي يوم تزول فيه العواري أي يوم يموت فيه غواة! ... قد تمادوا في ألغي أي تماد كم أضلوا عن الهدى واستبدوا ... بالديانات أي استبداد! كلما قلم مصلح ثم يدعو ... هم إليه رموه بالإلحاد فمتى يا ترى يبدد شمل ... ذو اجتمع من عصبة الأوغاد ومتى تسترد بغداد مجداً ... سالفاً لهفتي عَلَى بغداد! يوم كانت في عصر ههرون تزهو ... مثل زهور الربيع بالأوراد وتمر المياه منها فتستقي ... جنة بعد جنة في الوهاد وتشد الرحال من كل فج ... لحمى ربعها ومن كل واد كل ركب قد سار يقفوه ركب ... أمها من شواسع الأبعاد فهي ملتقى الآمال نجح الأماني ... منجع الناس منهل الوراد يا سواد العراق (بيضك) الجد ... ب فصرت البياض وسط السواد! يا سواد العراق فيك كنوز ... يعلم الله ما لها من تفاد يا سواد العراق أمجلك القو ... م وقد كنت روضة المرتاد يا سواد العراق ابنك ذا اليو ... م من الضغط في ثياب حداد! يا سواد العراق تبكيك عين ال ... شعر ذا اليوم عن سواد المداد! يا سواد العراق شلت يمين ... ذات إثم دلت عليك الأعادي ليتني كنت في الزمان إماماً ... شيمتي شيمة الكريم الجواد وهماماً تهخشى لقاه كماة ال ... حرب في يوم معرك وجلاد فأذيق الطغاة طعم المنايا ... وأكبد البغاة أهل العناد وأبيد الخمول والجهل والظلم وجيش النفاق من بغداد وأرى القتل والشهادة في دع ... وا غاي المنى وكل مراد حبذا الموت في سبيل المعالي ... والمنايا في خدمتى لبلادي إن خير القريض ما كان منه ... يطرب السامعين بالإنشاد والذي نظمه يقص عَلَى القا ... رئ وعظاً يذيب صم الجمال فهو طوراً ما بين أمر ونهي ... وطوراً بين حاد وهاد وهو حيناً بين المآتم ناعٍ ... وأوانا بين العرائس شاد خالي الذكر من أحاديث لبنى ... وسليمى وزينب وسعاد سلس اللفظ والعبارة جزل ... معجز باهر كشعر زياد إن هذا يا سعد غاية سؤلي ... إن هذا يا سعد جل اعتقادي هو مقصودي الذي طول عمري ... أتمناه من صميم فؤاد إن أكن مخطئاً فأنا ابن أنثى ... أو مصيباً فمن صحيح اجتهاد بغداد كاظم الدجيلي --------------- إلى القارئ الكريم بعض ما عثرنا عليه من المخطوطات النادرة في دار كتب شيخ الإسلام عارف حكمت بيك في المدينة المنورة التي ورد ذكرها في مكان آخر من هذا الجزء مما هو جدير بالإحياء ولم يطبع فيما نعلم. الزبد والضرب في تاريخ حلب لشيخ الإسلام رضي الدين محمد بن إبراهيم الحنبلي الحلبي في المجموع نمرة 59 وهو المجموع الثالث وقع في 14 ورقة وهو مختصر لكتاب زبدة الحلب من تاريخ حلب لابن جرادة المقلي الحلبي انتزعه من تاريخه الكبير للشهباء المرتب عَلَى الحروف والأسماء وضمنه ما وصل إليه ووقع عليه من ذكر أمراء حلب وولاتها وملوكها ورعاتها وبعض من عثر عليه من الوزراء والقضاة والملوك والرعاة. طبقات القراء تأليف محمد بن سلام الجحمي أوله قال: أبو محمد أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصير بن يحيى القاضي أنبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجحمي قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن سلام الجحمي قال وللشعر صناعة وثقافة يعرفهما أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات منها ما تتقنه العين ومنها ما تتقنه الأذن ومنها ما تتقنه اليد ومنها ما يتقنه اللسان ومن ذاك اللؤلؤ والياقوت لا يعرف بصفة ولا وزن دون المعاينة ممن يبصره وهو تحت نمرة 668. كتاب التشبيهات لأبي إسحاق البغدادي قال فيه زادك الله في الآداب رغبة وللعلوم محبة ودلك عَلَى الحجة ووفقك للمحجة وأعانك عَلَى طلبك بالرشد وأظفرك بالغرض عند الفحص سألتني أعزك الله أن أثبت لك أبياتاً من تشبيهات شعراء الواقعة وبدائعهم فيها الظريفة وقد تقدم الناس أعزك الله في اختيارك الشعر وتمييزه غير أنهم لم يصنفونه أبواباً وذلك أن الشعر مقسم عَلَى ثلاثة أنحاء منه المثل السائر كقول الأخطل: فأقسم المجد حقاً لا يحالفه ... حتى يحالف بطن الراحة الشعر وكقول الفرزدق: ذل العدو فإنا لا نلين له ... حتى يلين لضرس الماضغ الحجر فقلت لها يا أم بيضاء إنني ... هريق شبابي واستشن أديمي وكقول الحطيئة: وقد ناصلوك فأبدوا من كنانتهم ... مجداً تليداً ونبلاً غير إنكاس ومنه التشبيه الواقع النادر كقول امرئ القيس في العقاب: كأن قلوب الطير رطباً ويابساً ... لدي وكرها العناب والحشف البالي والكتاب في جزء لطيف كتب سنة 466 وخطه مقروء. التعريف بما أنست الهجرة بمعالم دار الهجرة لجمال الدين أبي عبيد الله بن أحمد المطري فيه فضل المدينة وما جاء في فضل مسجد الرسول والروضة ووصف الجامع وأبوابه ومساجد المدينة والآبار التي تنسب إلى النبي ﷺ وأودية المدينة ووادي العقيق وحدود الحرم. الجواهر الثمينة في محاسن المدينة للسيد محمد كبريت المدني كتب عام 1270. تقديم الأبدان في تدبير الإنسان للعلامة أبي الحسن علي يحيى بن عيسى بن جزلة المطبب البغدادي أوله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأمراض وشفاء وصلواته عَلَى أنبيائه ورسله إلا منا من عرف أن الله رشحه بكماله الذي هو صلاح ماله ضن بعمره أن يغبن في أيامه وتدبيره أن يغلب عَلَى أعوامه فلا يتفق عمره إلا في أهم أموره إليه ولا يقطع دهره إلا بما عودوها عليه من مصالح دنياه وأخراه وعمارة عاجلته وآجلته: قد للمقتدي بالله وهو مجلد ضخم بالحجم الكامل جمع فيه ما عرف من أنواع الأمراض وطرق علاجها وخواص النباتات والعقاقير وغير ذلك مما يفيد جداً وقد كتبت هذه النسخة سنة 297 (؟) وعبارة الكتاب من السهل الممتع تذكر بعبارة القانون لابن سينا المطبوع في أوربا. نصر من الله وفتح قريب للسيد محمد كبريت المدني فيه تراجم فضلاء المدينة المنورة. غربال الزمان المفتتح بسيد ولد عدنان اختصار يحيى بن أبي بكر العامري من تاريخ الإمام أسعد اليافعي وهو مرتب عَلَى السنين فيه الوقائع وتراجم المشاهير إلى سنة 750. البرق المتألق في محاسن جلق للراعي الشهير بابن خداو بردي المتوفى سنة 1195 فيه وصف محاسن دمشق شعراً من شعره ومن شعر غيره وآثار عمرانها وذكر أنهار دمشق نهر المنيحي والزبديني والوسطاني والغربي ودرمينا والناصية والحاجي والبالاني والزبوان والملك والشيداني بهر تل الذهب بيت نائم حزرما الغريفة والبلالية العبادة الجامعي البيروكليبا وعين ترما وكفر بطنا جسرين حوريا وسقبا الإفتريس وغير ذلك من الأنهار التي لا تعرف اليوم والعيون والأودية ومنها ما لا يعرف أيضاً نسخة سنة 1199 (ومنه نسخة في دار الكتب الخديوية بمصر). النجوم الزواهر في معرفة الأواخر للبودي الدمشقي من أهل القرن التاسع ذكر فيه الأواخر كما ذكر السيوطي الأوائل أي آخو من صنع كذا وآخر من كان كذا. مخدرات القصور في تاريخ أهل العصور تأليف ابن قطري البجيري المؤرخ المصري المتوفى سنة 898 وهو مختصر في التاريخ. كتاب ايمان العرب لأبي إسحاق النجيرمي الكاتب في المجموع نمرة 54 وهي في خمس ورقات بالخط الدقيق فيها ما كان يقسم به العرب وبه يستدل عَلَى أديانهم ومعتقداتهم قبل الإسلام. الدين والإسلام أو الدعوة الإسلامية لمؤلفه الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطا النجفي. طبع بمطبعة العرفان في صيدا الجزء الأول صفحة 224. لم يظهر هذا الكتاب إلى عالم الوجود حتى تسابقت أنامل الكتاب لتقريظه واستفزاز الهمم لمطالعته فتاقت نفسي للوقوف عليه إذ أن موضوع الدعوة للإسلام من المباحث التي يهتم لها كل الاهتمام لاسيما ومعالم الهمم قد رست للدعوة والعزائم قد خارت لإظهار مميزاته من مطابقة أصوله للعقل والعلم ونواميس الاجتماع فلقد تلاعبت به أيدي الجهلاء وسه محاسنه من انصاع للأمراء من العلماء الذين حجبتهم شهواتهم ونفوسهم الدنيئة عن الدعوة إليه وعن معرفة ما عليهم من الواجبات نحوه وقل من زمن بعيد من انبرى لتبرئته من الوصمات التي ألصقها به بعض من يجهلون حقيقته أو الذي يحكمون عَلَى الإسلام بالمسلمين والإسلام محجوب بالمسلمين حتى قبض الله لنا يعسوب المصلحين الشيخ محمد عبده المصري فجاهر بمؤاخاة الدين للعلم والعقل وفسر قسماً من الكتاب الكريم عَلَى أسلوب صحيح لم يسبقه إليه أحد من العالمين ولطكن قضت المشيئة الإلهية أن يقضى عليه قبل أن يتم عمله العظيم وما ينويه من الأعمال المصلحة للمسلمين. لم يقع نظري عَلَى هذا الكتاب حتى أخذته وطالعته وإنعام فألفيته كتاباً نفيساً بل درة يتيمة جمع فأوعى من المسائل الدينية والعلمية والاجتماعية وقطع بقوة حججه ألسنة الملحدين المقلدين الذين بخسوا من قدر العقل وكادوا يقضون عَلَى الإنسانية بمزاعمهم الفاسدة فأوجدا الشرور في البشر وزينوا للناس حب الشهوات وهتك الأعراض حتى استباحوا الرذائل وأفسدوا الأخلاق. عَلَى أني لاحظت بعض الأمور أثناء مطالعتي هذا السفر النفيس لم أر بداً من إظهاره حرمة لحرية النقد التي يحترمها ولا ريب أمثال الأستاذ المؤلف. (أولاًَ) نهج المؤلف في كتابه منهج التطويل الذي يأباه عصرنا الحاضر في حين تخوله ملكته البيانية وقوته العربية في فن الكتابة أن يسلك طريق الاختصار الممدوح عَلَى قاعدة (ألفاظ قليلة وأفكار متعددة) فإن مؤلفات المرحوم محمد عبدة التي هي خير مشكاة يجب عَلَى علمائنا أن يحذوا حذوها قد سلك فيها مسلكاً غريباً لما حوته من الفصاحة والاختصار حتى سهل عَلَى جميع طبقات الناس مطالعتها فجمع في رسالة التوحيد تلك الأفكار العظيمة في هذه الوريقات القليلة ولقد وفاه حقه السيد لطفي المنفلوطي بقوله: كاد يكتب الشريعة الإسلامية بلسان صاحبها. فلو سلك المؤلف هذا المسلك في كتابه لكان حجمه نصف ما عليه اليوم فتسهل مطالعته عَلَى جميع الناس ويعم نفعه وهي أقصى الغاية التي ننشدها لأن الكتاب المطول مهما كان له من الشأن لا يقرأه غير الخواص من الناس. (ثانياً) لقد حمل المؤلف عَلَى الملحدين حملة شعواء وكان الأجدر به أن يتجنب تلك الألفاظ ويجتزئ بالأدلة الناهضة التي أقامها لأن الحكمة تقتضي باستعمال الرفق واللين مع المعاندين وأن تدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة فيسلكون طريق الحق. ولقد اثبت علماء الاجتماع أن المكابر المعاند يزداد طغياناً إذا دعي بالشدة نعم إن الملحدين لعمر الحق اكبر ضربة قاضية ولكننا بغير الرفق واللين لا نستطيع أن نستحوذ عَلَى قلوبهم حتى يميلوا إلى الحق ولقد علمنا القرآن كيف يجب علينا أن ننهج مع مثل هؤلاء الجامحين فقال: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن وقال أيضاً: فقولا قولاً ليناً لعله يذكر أو يخشى فهذا فرعون مع ارتكابه أكبر جريمة عَلَى البسيطة أمر الله نبيه أن يسلك معه سبيل الرفق واللين فاستعمل المؤلف الشدة مع هؤلاء مدعاة المنفور فلو أضاف مع البراهين الثابتة التي أقامها قلاً ليناً لكان أولى. (ثالثاً) لو تجرد الكتاب عن بعض الفلسفة القديمة لكان أقوى لإقناع الخصم لأنها أصبحت أمام العلم الحديث ضعيفة الدعائم عَلَى أن المؤلف قد أيد أكثر القضايا بالأدلة المنطقية والفلسفية الحديثة إلا أنه استعمل في باب الإلهيات بعض التعليلات القديمة. (رابعاً) تعرض المؤلف أثناء بحثه لعلي كرم الله وجهه وعصمته وكان الأجدر بأمثال المؤلف ممن نضج علمه وكمل إدراكه أن يترك هذا البحث لغيره المشتغلين بالقشور لأنهم أحق بالخوض في غماره لأن الجزئيات قد حجبتهم بالكليات وليس معنى هذا الآن مناظرة المؤلف في هذا البحث أو نقض القضايا التي أقامها لأن الاشتغال بمثل هذه الأمور مدعاة لضياع الوقت دون جدوى لاسيما والأجانب تتوثب لتقسيم أملاكنا وذهاب استقلالنا وقد قال مرة أحد فلاسفة الألمان بينما نكون في الجبال والآكام نستخرج المعادن يكون المسلمين مشتغلين ببعض مسائل دينية فرعية يتناظرون ويتناقشون. وكان الأولى بالمؤلف أن يضرب كشحاً عن هذا البحث وهب أن الحق في جانبه فإن العقل يقضي عليه بارتكاب أخف الضررين لأن المسلمين لم تتفرق كلمتهم ويذهب مجدهم إلا بمثل هذه الاختلافات الضئيلة التي لا يقام لها وزن فصرنا نقول شيعي وسني ووهابي وو الخ وما نحن إلا أخوة نجتمع متحدين تحت لواء التوحيد. عَلَى أن هذه الهفوة تستكبر من المؤلف لأنه عالم غزير المادة كبير العقل درس حالة المسلمين الروحية والاجتماعية وصف لها أنجع ترياق لدائها. عَلَى أن هذا التشيع لم يكن إلا بقية من بقايا التقليد الذي جرى عَلَى المسلمين هذا الويل والثبور. وصفوة القول أن هذا الكتاب من أنفع الكتب الدينية والاجتماعية والفلسفية الحديثة فيجدر بالكبار والصغار أن يقتنوه فهو خير دعوة أخرجت للناس. دمشق // عبد الفتاح السكري التاريخ الكبير للحافظ أبي قاسم ابن عساكر طبع بمطبعة روضة الشام سنة 1329 - 1330 (ص363 ج1) (ص464 ج2). مضت الأعوام والباحثون من العلماء وجمهور المتأدبين من المطالعين يتشوقون لأن يروا تاريخ دمشق للحافظ ابن عساكر متداولاً في أيديهم لكن ضخامة حجمه بكثرة المكررات والأسانيد عَلَى أسلوب المحدثين دعت إلى إحجام الطابعين عن طبعه حتى قيض الله له في السنة الماضية خالد أفندي قارصلي صاحب مطبعة روضة الشام فطبع تاريخ دمشق في دمشق عاهداً إلى الشيخ عبد القادر بدران بحذف ما يراه زائداً بالكتاب ولا يضر إغفاله بالجوهر فحذف ما ارتآه الصواب وأبقى ما يوسع حجم الكتاب فجاء وإن لم تقر به أعين العلماء لأنهم يحبون أن يشاهدوا التآليف عَلَى الصورة التي صدرت بها عن مؤلفيها خصوصاً وفيه ما أغفل المصحح تصحيحه من الأغلاط التي تدل عَلَى ضعفه في التاريخ فهو بالنظر لشهرة مؤلفه رحمه الله سينفع طبقة كبيرة من الجمهور ويغنيهم عن المطول ولو إلى وقت معلوم ولذلك لا يكاد يستغنى عن اقتنائه كل محب لمطالعة راغب في الوقوف عَلَى ماضي هذه العاصمة ورجالها الذين طبقوا الآفاق بشهرتهم. فنشكر الطابع جزيل خدمته. بعد همته في زمن قل جداً الآخذون بأيدي العلم والآداب الراجعون إلى الماضي بل تراهم كلهم وقد شغلهم الحاضر والمستقبل عن النظر في الماضي وهيهات أن ينجح في حاضره من لم يعرف حالة غابره. دروس الجغرافيا تأليف فوزي بك العظم طبع في المطبعة الأهلية في بيروت سنة 1912 - 1330 (ص48 مع 24 شكلاً) يسرنا جداً أن بعض المنورين من أبناء هذا الوطن العزيز اخذوا ينقلون إلى اللغة العربية الشريفة مبادئ العلوم التي لم يستغن البشر عن معرفتها في دور من أدوراهم ومن ذلك ما أصدره مصنف هذه الرسالة في الجغرافيا العامة فقد أودع موجزاً ما يقضي عَلَى الصغار بل والكبار الانتفاع منه لأني علمي الجغرافيا والتاريخ لا يزهد فيهما إلا ناقص العقل راغب في الجهل. فما أحرى مدارسنا الأهلية أن تعتمد مثل هذا الكتاب تنشيطاً لمؤلفه ورغبة في تعليم الناشئة علم تقويم البلدان عَلَى هذا الأسلوب النافع للشيب والشبان. العباسة هي إحدى روايات رصيفنا جرجي بك زيدان صاحب مجلة الهلال بمصر نقلها إلى الإفرنسية وطنينا ميشيل أفندي بيطار احد أساتذة مدرسة اللغات الشرقية في باريز ونسق لغتها المسيو شارل موليه وقدم لها المسيو كلود فارير مقدمة قال في أولها ما ترجمته: في 732 للميلاد حدثت فاجعة ربما كانت من أشأم الفجائع التي انقضت عَلَى الإنسانية في القرون الوسطى وما كان منها أن غمرت العالم الغربي مدة سبعة أو ثمانية قرون إن لم نقل أكثر في طبقة عميقة عَلَى التوحش لم يبدأ بالتبدد إلا عَلَى عهد النهضة وكان عهد الإصلاح يعيدها إلى كثافتها. هذه الفاجعة هي التي أريد أن أمقت حتى ذكراها وأغني الغلبة المكروهة التي ظفر فيها عَلَى مقربة من بواتيه برابرة المحاربين من الإفرنج بقيادة الكارولنجي شارل مارتل عَلَى كتائب العرب والبربر التي لم يحسن الخليفة عبد الرحمن جمعهم عَلَى ما يقتضي من الكثرة فانهزموا راجعين أدراجهم. في ذلك اليوم المشؤوم تراجعت المدنية ثمانية قرون إلى الوراء ويكفي المرء أن يطوف في حدائق الأندلس أو بين العاديات التي لا تزال تأخذ بالأبصار مما يبدو من عواصم السحر والخيال إشبيلية وغرناطة وقرطبة وطليطلة ليشاهد والألم الغريب ذاهب منه ما عساها لو تكون البلاد الفرنسوية لو أنقذها الإسلام الصناعي الفلسفي السلمي المتسامح - لأن الإسلام مجموعة كل هذا - من الأهاويل التي لا أسماء لها وكان منها أن أنتج خراب غاليا القديمة التي استعبدها أولاً لصوص أوسترازيا ثم اقتطعوا جزءاً منها قرصان النورمانديين ثم تجزأت وتمزقت وغرقت في دماءٍ ودموع وفرغت من الرجال بما انبعثت في أرجائها من الدعوة للحروب الصليبية ثم انتفخت بالجثث بما دهمها من الحروب الخارجية والأهلية كثيرة العدد حدث ذلك عَلَى حين كان العالم الإسلامي من نهر الوادي الكبير إلى نهر السند يزهر كل الأزهار في ظل السلام تحت أعلام أربع دولات سعيدة الأموية والعباسية والسلجوقية والعثمانية. ليس هذا فصلاً رسمياً في التاريخ الرسمي من التاريخ الكاذب الذي تعمله المختصرات لصغار الطلبة من الفرنسيس بل هو التاريخ الحقيقي الذي يتعلمه المرء بنفسه مما يجتازه من البحار أو يقطعه من الأراضي ويقلبه من خزائن الكتب الأجنبية وليس هذا بعزيز عل حياة سائح يريد أن يثبت عقيب رحلة له ما يمس منه بأطراف إصبعه تلك الكذبة الكبرى السفيهة التي أراد معلمونا ولا يزالون يريدون وضعها أمام أعيننا كأنها حقيقة بل هي الحقيقة. إني لمعجب أن أقدم لجميع الفرنسويين من أصحاب الإرادة الذين يتوخون نبذ الأوقات القديمة وليس لهم وقت ولا فراغ لمباشرة رحلتين أو ثلاث في الأرض للبحث عن الحقيقة - الحقيقة الناصعة - هذا الكتاب البسيط الذي يوفر عنهم الرحلة إلى بغداد ودمشق وإسبانيا الجنوبية فيوحي إليهم كل ما هو مسرة للعيون والعقول ويصور لهم الصورة الحقيقية بل الصورة الطبيعية للإسلام في القرن السابع والتاسع ذاك الإسلام الذي قضى عليه الكارولنجي المتوحش ونبذه خارج فرنسا بضربات عظيمة من مطرقته. . . . الروضة البهية في فضائل دمشق المحمية طبع بمطبعة المقتبس سنة 1330 (ص105) غالى معظم من كتبوا في دمشق من أبنائها في الوصف أو أفرطوا في الشكاية ولكن المقرر الثابت أنها من خيرة البلاد بطبيعتها وها قد ألف أحد الدمشقيين محمد فندي عز الدين عربي كاتبي هذه الرسالة فلم يخرج فيها عن خطة المادحين المعجبين والمديح مما تألفه نفوس الجمهور في الأغلب فذكر ما نقله القصاصون في فضائل دمشق ومن نزلها من الصحابة وبعض معاهدها ولاسيما الدينية واحسن في وصف أعمالها الجديدة مثل الخطوط الحديدية والأحياء الجديدة وماء الفيجة ومستشفى الغرباء فحبذا من أراد تحبيذهم تزلفاً ولم يذكر السلطان نور الدين محمود بن زنكي النعروف بالشهيد وإن هذا المستشفى بني ببقايا أموال مستشفاه النوري وما جمع من الإعانات بعد بالضرب والتجبية والترويع. وقد اودع كتابه شيئاً من الأقاصيص التي نقل بعضها عن ضعاف العقول ممن حشروا أنفسهم ظلماً في العصر الأخيرة بين المؤلفين مثل ما نقله (ص25) عن الشيخ أبي العباس أحمد بن قدامة صاحب الكرامات والأحوال الظاهرة إنه مشى عَلَى نهر يزيد بقبقاب في رجليه فلم تبتلا فطالع ليلة فكدرت عليه الضفادع بأصواتها فقال أيتها الضفدع قد أذيتمونا بأصواتكم فإما أن ترحلن عنا وإما أن نرحلن عنكن فأصبح وليس في النهر شيء من الضفادع ومن ثم لم يسكن نهر يزيد ضفادع إلى الآن! ومن هذا البحر والقافية أتى المؤلف بأمور منتقدة عند جمهور المحققين من رجال الدين والمدنية مما نبه عليه الأعلام في كل عصر أمثال ابن تيمية وابن الحاج وعشرات غيرهم. وكنا نود أن تعرى التآليف الحديثة من نقل هذه الأخبار الواهية وأن لا ينقل المؤلف مثلاً من جملة الفوائد أن دمشق النائم بها كالعابد بغيرها حتى يزيدنا خبالاً فوق خبالنا فإننا أحوج إلى من يقوي همتنا منا إلى من يضعفها برواية هذه المثبطات. فعسى أن يحذف الباحث كل ما لم يصححه المتحدثون والمتفقهون والمؤرخون من الأخبار المضعوفة المرذولة ويقتصر عَلَى الصحاح وإلا فتكون مضار هذه الكتب أكثر من منافعها بكثير. الدعوة إلى الإصلاح للشيخ محمد خضر بن الحسين طبع بالمطبعة الرسمية العربية بتونس عام 1308 - 1910 (ص41). تتم معظم تآليف التونسيين الأخيرة عَلَى فضل علم وأدب وإن خاصتهم لا يؤلفون في الغالب إلا إذا اعتقدوا واعتقد الناس فيهم الكفاءة العلمية وقد تلطف مؤلف هذه الرسالة في موضوعه الجليل فأفاض في الحاجة إلى الدعوة وفي الدعوة في نظر الإسلام وفي شرائطها والإخلاص فيها وآدابها وآثار السكوت عنها والإذن في السكوت عنها وأسباب إهمالها وقال في خاتمة ما يدعو إلى إصلاحه وهوو ما نورده نموذجاً عَلَى نبذته النافعة: ولما افترقت الأمة في حفظ بقائها وصلاح عيشها إلى جملة من الوسائل كالصنع وبعض الفنون الحكمية كانت داخلة في واجبات وفيها كما صرح بذلك أبو إسحاق الشاطبي وغيره من الراسخين في علوم الشريعة فإن عظم مصلحتها والخطر الذي ينشأ عن إضاعتها واضح في الدلالة عَلَى وجوب التعلق بأسبابها ولكن الإسلام لم يفتح عين المكلف في كل موضع من مواضع إصلاحها أو أعطى لتفاصيلها قواعد كما تفعل في قسم العبادات والمعاملات والجنايات وغنما أرشد إلى أصول مطالبها ثم فوض في وجوه عملها معرفة ما هو الأصلح في وسائلها إلى الفطرة السليمة والعقول الراجحة كما قال ﷺ في واقعة تأبير النحل (أنتم اعلموا بأمور دنياكم) فإن التمييز فيها بين الحسن والقبيح من المطالب التي لا تفوت مداركهم ويسعها طوق عقلهم. وقد يسبق غير العارف الشرائع إلى الخبرة ببعض نظامات مدنية ولهذا لم يضع الإسلام حرجاً عَلَى أخوانه إذا كانوا غير المسلمين وعملوا عَلَى مثالهم فيما يحسن في نظرهم من مقتضيات المدنية وترتيبها كالصنائع والفلاحة والتجارة وحفظ الصحة وما شاكلها فإن إعراضنا عن أخذ ما بأيدي المخالفين من المعارف والاستنباطات المفيدة في هذه الحياة يقضي بنا كما قال أبو حامد الغزالي إلى أن نضرب عن كل صالح سبقونا إليه. ويتعين عَلَى المرشد لإصلاح هذا القسم أن يجيد البحث عن أحوال الأمم الأخرى ويعرف أسباب ارتقائهم وعلل سقوطهم وتركيب الأقيسة ويؤيد بها الأفكار المستقيمة ويثبت بها صواب ما تهديه إليه البصيرة الكاملة. هذا ما يقوله احد أستاذة الجامع الأعظم الزيتونة في تونس ثاني مدرسة دينية عالة في العالم الإسلامي فمتى يكون كذلك لسان حال سائر مدرسينا ومقالهم فتجمع هذه الأمة الدين إلى الدنيا ونور العقل الصحيح إلى التعليم السماوي الرجيح. الحرية والإسلام كتاب للأستاذ التونسي المشار إليه ألقاه في صورة مسامسرة وأجاد في تحديد حقيقة الحرية والشورى والمساواة والحرية في الأموال والحرية في الأعراض والحرية في الدماء والحرية في الدين والحرية في خطاب الأمراء وآثار الاستبداد كل ذلك بعبارات تستعذبها النفوس لسلاستها وتدل عَلَى بعد غور منشئها وبعد نظره في المسائل الاجتماعية والدينية. حياة اللغة العربية هي مسامرة طبعت أيضاً في تونس لصاحب كتاب الدعوة إلى الإصلاح والحرية في نشر الإسلام المنوه بقدره تكلم فيها عَلَى تأثير اللغة في الهيئة الاجتماعية وأطوار اللغة خصائصها وتراكيبها وأساليبها وإبداع العرب في التشبيه واقتباسهم من غير لغتهم وارتقاء اللغة مع المدنية واتحاد لغة العامة والعربية إلى غير ذلك من الفوائد التي أجاد المؤلف في سردها وبيانها فله الشكر عَلَى خدمته الإسلام ولغته خدمة عقل وروية. التبيان في تخطيط البلدان لإسماعيل بك رأفت طبع بمصر سنة 1329 (ص509). لصديقنا مؤلف هذا الكتاب يد طولى في التاريخ والجغرافيا وهو اليوم أستاذ الجغرافيا وعلم الشعب أتنوغرفيا في الجامعة المصرية وأستاذ التاريخ العام والجغرافيا في دار العلوم في القاهرة وهذا الكتاب هو الجزء الأول من سلسلة كتب سينشرها بعد أن يلقيها دروساً عَلَى طلاب الجامعة وهو يحتوي عَلَى وصف قارة أفريقية وأحوالها الطبيعية والجغرافية مثل أنهارها وبحيراتها وجبالها وجزائرها ومعادنها وحيواناتها وأجناسها البشرية وصناعاتها ووصف ضاف لبلاد مراكش والجزائر وتونس وطرابلس وبرقة والصحراء الكبرى وما فيها من الأمور الطبيعية والصناعية عَلَى أسلوب استبيان به أن المؤلف ذاق فنه كل الذوق وأحسن في شرحه وجميع المواد اللازمة من كتب الجغرافية القديمة والحديثة والتاريخ والرحلات ولاسيما الرحلات التي كتبت بالألمانية والإنكليزية والإفرنسية بحيث جاء الكتاب مجموعة فوائد يود كل عربي أن يرى مؤلفه موفقاً إلى نشر الأجزاء الباقية من كتابه بهذا التوسع النافع والوصف المشبع وقد رأينا بعض تساهل طفيف وشيء من الألفاظ نقل عن الإفرنجية بغير الألفاظ المألوفة مثل قوله الكوارتز (ص35) وهو الصوان والبازلت (ص55 و63) والمشهور الحجر البركاني والجرانيت وهو المعروف بالشام بالشحم واللحم وهو نوع من الصوان والكوتشو ويترجمه المترجمون بالمطاط والأردواز ويترجمونه بلوح الحجر وقال أيتوبيا ورأس عشم الخير والدين الفتشي وجزيرة زنزبار ولو قال بلاد الحبشة والزنوج ورأس الرجاء الصالح والدين الوثني وجزيرة زنجبار لتابع العرب والمألوف في ترجمته. وهناك بعض أغلاط مطبعية مثل قسنطينة وعسى أن يحرر كل ذلك صديقنا المؤلف في الطبعة الثانية ويضيف إلى كتابه الخرائط العربية التي وعد بها فأغفل الطابعون إلحاقها بها ونشكره عَلَى غيرته عَلَى الآداب والمعارف. التجارة العصرية تأليف السيد عبد الحق بن وكاف طبع بالمطبعة المولوية بفاس عَلَى نفقة مولاي الحفيد سنة 1329 (ص376). ربما كانت هذا الكتاب من أوائل الكتب العصرية التي أبرزتها عقول أبناء الإسلام في الغرب الأوسط وقد ضمنه المؤلف مباحث تجارية وقتية عَلَى أصول الفقه المعمول به في الجزائر أفاض في القسم الأول في الفقه التجاري الفرنسوي وفي الثاني بمسك الدفاتر وفي الثالث بالمراسلات التجارية الوقتية بعبارات سهلة كثيراً ما يمزجها المؤلف - وهو محدث ومدير مدرسة فاس - بألفاظ إفرنجية لها مقابل بالعربية ولكنها شاعت كذلك في تلك البلاد لاختلاط السكان بالفرنسيس والطليان والإسبانيين والبرتقاليين. وقد أهدى كتابه وهو من أبناء الجزائر إلى علماء بلده ومشايخه مسلمين وإفرنسيين ممن أخذ عنهم هذا العلم وغيره وأجادت المطبعة في طبعه بحروف مشرقة مشرقية غير الخروف المعهودة المغربية أكثر الله من أمثال المؤلف الساعين لترقية أبناء بلادهم من طريق العلم والعمل عَلَى المناحي العصرية النافعة. آداب العرب لإبراهيم بك العرب طبع بالمطبعة الأميرية بمصر سنة 1911 ص112 كانت جريدة المقتبس تنشر الحين بعد الآخر قصائد بتوقيع العرب عَلَى لسان الحيوانات مثل قصائد الشاعر لافونتين الفرنسوي فوقعت من قراءها موقع الاستحسان الكثير لسلاستها وتضمينها الحكم الرائعة وقد انتبهت نظارة المعارف المصرية إلى فوائد هذه القصائد فطبعتها عَلَى نفقتها أجمل طبع بالشكل الكامل لتكون مثالاً يحتذيه طلاب الآداب ولغة العرب وقلم الشاعر إبراهيم العرب وهي مئة قصيدة يقرأها كل طبقات القراء فيعجبون بما فيها من أدب غض وحكمة ناصعة وهي تقرر تدريسها في المدارس الابتدائية بمصر بنين وبنات فعسى أن يعتمد عليها أيضاً مديرو المدارس الأهلية في الشام ليقتبس من فوائدها أبناء الفرات والساجور والعاصي والأردن وبردى والكلب بعض ثمرات أبناء النيل المبارك الذي أصبح عيالاً عليه استقاء المعارف والآداب العربية. تاريخ مدينة زحلة تأليف عيسى أفندي إسكندر معلوف طبع بمطبعة زحلة الفتاة في زحلة (لبنان) سنة 1911 (ص298). اشتهر مؤلف هذا الكتاب بين الباحثين من أهل هذه الديار بما نشره حتى اليوم من رسائله وكتبه ومجلته الآثار وكتابه هذا نافع في تاريخ أكبر مدينة لبنانية وما جاورها مثل بلاد المتن وبعلبك والبقاع ووادي التيم ووادي القرن ووادي الزبداني وغيرها ومعظم الكلام عَلَى هذه البلاد ورد بالعرض فأطال المؤلف الكلام عَلَى تاريخ سهل البقاع خاصة كما أطال عن زحلة وذكر أخبار البيع والمآوي (أنطيوش) وتاريخ إنشائها. وبيع لبنان ليست من الكاتدرائيات المهمة ولا من العاديات القديمة بل إن أكثر بيوتها صغيرة حديثة لا يهم التاريخ ولا فن البناء متى أنشئت. ونحن نسامحه فيما اقتبسه من مجلة المقتبس (ص40) من نقل خلاصة ما كتبناه في رحلتينا إلى قلمون الأسفل وقلمون الأعلى فيالسنة الرابعة والخامسة ولم يعزه إلينا مع أنه من مشاهداتنا وتحقيقاتنا الخاصة لم يسبق لأحد قبلنا أن خاض عبابه فيما نعلم. ولا نوافق المؤلف دعواه في أن اسم زحلة مأخوذ من زحل الرجل عن مكانه إذا تنحى متباعد منه المزحل اسم مكان للموضع يزحل إليه أو مصدر ميمي وتمحله الأسباب لهذه التسمية وكذلك لا نستحسن استشهاده بقصيدته في وصف مناظر زحلة (ص11) فإنها ليست من الشعر المستملح وأين قصيدته من قصيدة خليل أفندي مطران في وصف خرائب بعلبك وكان عَلَى المؤلف أن لا يفوته ذكرها خصوصاً وقد استشهد بشعر هو دون تلك الطبقة بمراحل مثل شعر المعلم نقولا الترك فإنه ليس من الشعر الواجب تدوينه إذ هو عار عن صفات الشعر. وقد توهم (ص37) أن القبة الكائنة عَلَى جبل قاسيون بدمشق هي قبة المرصد الفلكي الذي كان بناه الأمويون (والحقيقة أن الباني هو المأمون العباسي ثم أولغ بك التتري) مع أن هذه القبة محدثة من جملة المناور التي كانت توقد فيها النار لنقل الأخبار في الليل كما كان الحمام الزاجل يطير بالنهار وطرز بناء القبة لا يتجاوز المئة السابعة للهجرة ولا نذكر أننا قرأنا لها اسماً إلا في كتاب عجائب المقدور في أخبار تيمور وهو مما كتب في القرن التاسع. وأخطأ في قوله (ص38) أن بيت لهيا هي الآن من قضاء راشيا وكانت قديماً من غوطة دمشق والصحيح أن قريتين كانتا معروفتين بهذا الاسم إحداهم في وادي التيم لا تزال معروفة والأخرى في الغوطة خلافاً لما قلناه في رحلتنا بين بلاد الآراميين والفينيقيين في السنة السادسة من المقتبس كما أنه أخطأ في استنتاجه (ص40) أن جبل قلمون سمي بهذا الاسم اليوناني ومناه الإقليم ومناخ لأن جودة هواء هذا الجبل مشهورة وليس في اليونانية ما يشعر بهذه التسمية. وجوّد صاحبنا عَلَى جغرافية زحلة هوائها ومائها وعمرانها ونباتاتها وحيواناتها وتربتها وصخورها وحوادثها القديمة والحديثة ومشاهيرها وأسرها ونهضتها بعبارات سهلة خالية من الشوائب وتنسيق لطيف وعلق عَلَى كلامه حواشي مفيدة عَلَى البلدان والقرى التي يذكرها فنرجو له التوفيق إلى إبراز غيره من الرسائل والكتب النافعة في التاريخ والسير. ديوان الهلالي طبع بمطبعة حماة سنة 1329 ص268. ناظم هذا الديوان الشيخ محمد الهلالي الحموي المتوفى سنة 1311 من مشهوري الشعراء المتأخرين ديوانه أماديح لأناس من معاصريه وإن كان بعضهم يستحق المديح غير أن أكثرهم لا يستحقون أن يذكروا بكلمة خير لأنهم ما جلبوا لا عَلَى الشر ولكن أناساً من متأخري الشعراء جعلوا الاكتساب بالشعر حرفة الشعراء جعلوا الاكتساب بالشعر حرفة لهم فيطنبون في كل من يفضل عليهم ويتمحلون له المناقب التي لو تيسر جمع بعضها في فرد لعد مصلح عصره وعالم دهره وسيد مصره. وهاك نموذجاً المحمود في عالم الأمراء في زمانه الأمير عبد القادر الحسيني الجزائري: شام برق الشام وقت السحر ... فاستفزته دواعي السهر وصبا لما استمالته الصبا ... من شذا الربوة ذات الشجر ربوة ذات قرار وصفا ... ومعين ونسيم عطر جنة الله في الأرض قد ... فاخرت زهر السما بالزهر بقصور لم تزل تجلى بها ... قاصرات الطرف فوق السرر وخدور لبدور طلع ... قد سبلن الحور حسن الحور خرد من كل خود وجهها ... عبرة بالحسن للمعتبر وفتاة كمهاة في الخبا ... تأسر الأسد بطرف الجؤزر بانة قامتها غصن نقا ... في كثيب بارز مستتر بأبي ناهدة بن ثما ... ن وست ضرة للقمر أخت شمس في سماء مطلع ... فرقد الفرق بليل الشعر بجبين إن تندى عرقاً ... رصع الشمس بشهب الدرر ما سواها الكوكب الدري في ... أفق الحسن البديع الأنور لست أنسى إذا غدت تسفر عن ... غرة تشرق تحت الطرر حبذا سين ثنايا صانها ... ميم ثغر فيه عين الخضر وبروحي أعين نرجسها ... يحرس الورد يروض الحفر أعين سكرى وكسر في الهوا ... أبداً من جفنها المنكسر لا يغرنك منها ضعفها ... إنها عندي لإحدى الكبر وأعنائي بقس من حوا ... جب ترمي بسها القدر إلى أن يقول في مدحه: سيدي الغازي الذي منه الجزا ... ئر كانت للندى في أبحر أسد الله عَلَى أعدائه ... حين يسطو بالحسام الذكر لو تراه والعدى في رهج ... قسورة الفتك ببهم الحمر قسور منه يفرون كما ... فر إبليس الغوي من عمر بطل منتقم لله لا ... لهوى النفس ولا للبطر وقال يهجو أهل بلده من قصيدة: تفر عن النور المبين من العمى ... تفروا إلى ظلم الضلالة نفارا حمر لقد خلق الشعير لهم فلا ... عجب إذا لم يفهموا الأشعارا فقهاء أني يفقهون وإن من ... عاداتهم أن يحملوا الأسفارا عدد بلا عدد لذاك نعدهم ... لصغار بين الكبار صغارا أف لما غرسوه من عيب ومن ... غرس المعايب يجن منه العارا شركاء مكر لم تزل أشركهم ... تصطاد من أوكارها الأطيارا خسروا فلا ربحت تجارة خاسر ... أضحى بأسواق الأذى سمسارا شروا الضلالة بالهدى عمداً ومن ... غالي الشريعة أرخصوا الأسعارا علماء تصريف بتحريف الكلا ... م عن المواضع يمنة ويسارا لبسوا الرياء فشف عن أوزارهم ... وكفى بذلك فضيحة وشنارا ركبوزا الكبائر معجبين لكبرهم ... بنفوسهم فاستصغروا استصغارا وتبادروا فتفاخروا في أخذهم ... مال اليتيم مغانماً ومغارا من كل محتال تراه ثعلباً ... طوراً وطوراً بالمكابد فارا متفلسف كالسامري كهانة ... وكعجلة تركيبة وخوارا كالماء ديناً والتراب كثافة ... والنار خلقاً والهواءِ قرارا حبري إذا لم ترشه قدري إذا ... استعطفته وأريته الدينارا فاسأل صلاة الصبح عنه هل لها ... علم به واستخبر الإعصارا شيخ إذا استدعيته لخصومة ... بوديعة لا يدعي الإنكارا بل يدعي ضاع المتاع ولم يخف ... يوم اللقا التقرير والإقرارا أو جئته مستشفعاً في ششفعة ... علماً بأن الجار يرعي الجار يسعى ليسقط حقهاً متحيلاً ... في صرة مجهولة مقدارا حيل إذا حولت ظاهر أمرها ... تلقى بواطنها رباً ومقدارا وأضيعة الإسلام في وادي حما ... لو لم يكن لبني النبي جوارا واد به العاص تجرأ واعتدى ... وعلى الشريعة قد طغى وتجارا إلى أن قال: وطن توطنه البلا وسطا عَلَى ... جيرانه داعي البلاء وجارا وعلى نواحيه نواعير النوا ... ح من البيوت تساجل الأنهار حزناً عَلَى الأرض التي قد انبثت ... بعد القرنفل والورد بهارا كانت حماة الشام تدعى شامة ... بين البلاد وللحماة ديارا واليوم حمى شؤمها عمت فلا ... تروي لها السبع البحار أوارا سل سيدي علوان عن عنوانها ... لما عليها بالدعاء أشارا واستقص ذلك بالتواتر أنه ... عند الثقات يصحح الأخبارا فدع الملام فإني لست أو ... ل قاطع بفروعها الأشجارا هي منبتي وإلى حماها نسبتي ... ولرب شوك أنبت الأزهارا وهي العروس محاسناً لكنما ... شؤم الحماة ينفر الأصهارا نبذة مختصرة في الصحف العربية المصورة للفيكونت فيليب دي طرازي طبع بالمطبعة الكاثوليكية في بيروت سنة 1912 ذكر كاتب هذه الرسالة وهو عربي من أهل بيروت الجرائد العربية المصورة الذي صدرت منذ عرفت الطباعة إلى الآن في القطار المختلفة فكان مجموع صحف المسلمين المصورة في سورية 17 وعدد صحف المسيحيين 14 وفي القطر المصري 42 مسيحية و21 إسلامية و7 لجمعيات وفي تونس 4 للمسلمين واثنتان لليهود وواحدة لجمعية وفي أوربا أربع لمسيحيين و11 لإسرائيليين وفي أميركا 6 للمسيحيين فبلغ مجموعها 129 صحيفة ظهرت أكثر من نصفها في مصر كما أصدر أكثر من نصفها عَلَى أيدي نصارى سورية. سورية نشر صديقنا خير الله أفندي خير الله مبحثاً طويلاً في سورية باللغة الإفرنسية صدرت به مجلة العالم الإسلامي الباريزية عددها الثاني من السنة السادسة فجاء في 143 صفحة محلى بصور بعض مشاهير الأدباء والأديبات من أهل بلادنا فبدأه بوصف بلاد الشام وأصول شعوبها وإحصاء نفوسها وأديانها وشيعها المستقلة والحركة العلمية فيها ووصف بلاد الأجانب والوطنيين من المسيحيين وأفاض في صحافتها ولاسيما الصحافة البيروتية واللبنانية ومطابعها قديماً والحياة الاجتماعية والأدبية والسياسية فيها إلى غير ذلك من الفوائد التي تشف عن بحث وتجارب والإيضاحات التي يحتاج إلى معرفتها ابن البلاد دع غيره من الغرباء. وقد أفاض في موضعين من مبحثه بذكر أيادي فرنسا عَلَى سورية في نهضتها العلمية فقال إننا قوم نحب فرنسا وقد تأدبنا بلسانها وآدابها ولكن حبنا لها لا يدعونا لأن ننسى أنفسنا وقد استشهد بجملة من مبحثه المفتد المسألة الاجتماعية والمدرسية في سورية الذي لخصناه للقراء في مجلد السنة الثالثة من المقتبس فأبان عن علم فيما خاض عبابه فقال لم نتشرف بأن نكون فرنسيساً نحن معها كالسويسريين من سكان لوزان والبلجيكيين من سكان لبج يتكلمون الإفرنسية لكنهم ليسوا فرنسيساً يجب أن تكون لنا اللغة الإفرنسية لا أداة من أدوات الزينة الفارغة بل دعائم متينة من دعائم الأخلاق ومن مصلحة سورية كما أنه من مصلحة السياسة الإفرنسية أن يحتفظ الرجال في بلادنا بأخلاقهم الوطنية ومشخصاتهم الخاصة متعلمين في مدرسة فرنسا متبعين بأفكارها ودارسين آدابها وهذا أمر سهل لأنا إذا آثرنا التربية الإفرنسية فذلك لأنها توافق عقولنا وميولنا أكثر من سواها. وقال أن عَلَى فرنسا ألا تنسى ما قدمت لسورية وتختار من رجالها من يحسنون تنمية تلك البذرة من المدنية التي بذروها في تربة الشام. والخلاصة أن الكاتب تساهل جداً في تسرب التربية الإفرنسية إلينا مما هو ولا جرم مدرجة إلى ضياع مشخصاتنا وقوميتنا وقوله أن التربية الفرنسوية موافقة إلى ميولنا ودرجة عقولنا فيه نظر لأن من نشأ عَلَى التربية التركية أو التربية الأميركانية أو الإنكليزية أو التربية الروسية أو الرومية من أبنائنا يدعون هذه الدعوى أما نحن فالأجدر بنا أن نأخذ عن كل أمة من أمم أوربا ما عندها من الفضائل والصناعات والعلوم ونكون لنا مع الزمن مدنية عربية وطنية تلتئم مع الكل لكنها ليست لأحد. وقد لاحظنا عَلَى المؤلف أن قد غالى في تقدير عدد الموارنة في سورية بأربعمائة وخمسين ألفاً والظاهر أنهم لا يزيدون عن ثلثمائة وخمسين ألفاً عَلَى أن الإحصائيات ناقصة في هذا الباب كما قال. كما أنه غالى في ترجمة بعض الأشخاص فقد رأيناه قال في أحدهم أنه فوق الأحزاب وأنه لم يخدم إلا المصلحة العامة وما قط فكر في نفسه ولو تعمق في البحث لعرف أن الواقع يخالفه وليس مثل كلام المرء وأعماله دليلاً عَلَى نياته ومبادئه. وقد تفضل الصديق المنشئ فاستشهد بقولنا في ارتقاء المسيحيين عن جيرانهم المسلمين وهو الفكر الذي طالما جاهرنا به ولكنه فاته أن في المسلمين والمسيحيين أيضاً من رجالاً من أبناء سورية عملوا للمصلحة العامة وخدموا الآداب والمدنية بكتابتهم ورسائلهم وكتبهم أمثال الشيخ طاهر الجزائري والسيد عبد الرحمن الكواكبي والشيخ محمد بدر الدين النعساني والشيخ أحمد رضا والشيخ سليمان الظاهر والشيخ أحمد عارف الزين وزكي بك مغامز وعبد الله أفندي مخلص وجرجري أفندي يني والشيخ عبد القادر المغربي والدكتور عبد الرحمن شهبندر وفارس أفندي الخوري وعبد الوهاب بك الإنكليزي وشفيق بك المؤيد وشكري بك العسلي وقسطاكي بك الحمصي ومحمد علي أفندي حشيشو وغيرهم من حملة الأقلام ودعاة الإصلاح ولعله لم يلم بتراجمهم إلماماً كافياً فاقتصر عَلَى من عرف منهم. بساط العقيق في حضارة لقيروان وشاعرها ابن رشيق تأليف السيد حسن حسني عبد الوهاب طبع بالمطبعة التونسية سنة 1330 في تونس صفحة 92. عرف هذا المؤلف بما نشره في مجلة المقتبس من رسائل الانتقاد لابن شرف القيرواني ملتقى السبل لبي العلاء المعري وما علق عليها من الحواشي المفيدة الدالة عَلَى أنه من الأساتذة الذين يعملون عَلَى طريقة غربية شرقية أي عَلَى الصول الأوربية الحديثة يمازجها التشبع بروح الحضارة العربية وقد ألم في كتابه هذا بشيء من حضارة الإسلام في أفريقية وما وصلت إليه القيروان من درجات الرقي الباهر ونظام الحكومة العربية والهيئة الاجتماعية عَلَى أسلوب جديد لا حشو فيه يدعم أقواله بالأدلة التاريخية نقلاً عن ثقات المؤرخين والجغرافيين فيصور لك ما بلغته بلد الكاتب من الاتقاء عَلَى عهد ابن رشيق أديب القطر التونسي وشاعره الذي وضع له ترجمة حافلة آخر الكتاب الذي دل بمجموعه عَلَى علو كعبه في التاريخ والأدب ولو كان جميع من يبرزون تآليفهم للناس يتعبون بالبحث فيها كما بحث هذا المؤلف لظلت معظمها من التآليف التي تصير عَلَى غابر الأحقاب ولذلك نشكره باسم الأدب العربي ويا حبذا لو حذا حذوه غيره من نبهاء الأقطار وكتبوا عن أقطارهم وشعرائهم وأدبائهم عَلَى الطريقة المشار إليها. تاريخ الحرب العثمانية الإيطالية تأليف سليم أفندي قبعين طبع بمطبعة التقدم بمصر سنة 1330 - 1912. عرف صديقنا مؤلف هذا الكتاب باختيار أجمل الموضوعات في ما يكتب وينشر مما يجمع بين العلم واللذاذة وآخر ما أبرز من قلمه هذا السفر الممتع جعله عشرة أجزاء تقع ضمن ستمائة صفحة ضمنها حالة طرابلس وبرقة وجغرافيتهما وتاريخهما ثم الحرب الطرابلسية وما كان من أثرها وما تخللها من الوقائع نقلاً عن مصادر إنكليزية وروسية وإفرنسية وتركية وغيرها وحلى كل جزء برسوم عديدة تصور الوقائع والمواقع لنظر المطالع فجاء كتابه فرداً في بابه سد نقصاً كبيراً في باب التواريخ العربية وخلد له ولمن عاونوا في الحرب معاونة بدنية أو مالية أو عقلية أجمل ذكرى لا تمحى من الأذهان أو يمحى مصر طرابلس وبرقة من كتب تقويم البلدان فنهنئ المؤلف النشيط عَلَى عمله النافع ونسأل له التوفيق إلى إبراز أمثاله ترجمة كان أو تأليفاً. الرحلة اليمانية تأليف السيد شرف عبد المحسن البركاتي طبع بمطبعة السعادة بمصر سنة 1330 - 1912 ص127. دون المؤلف في هذه الصفحات رحلته مع الأمير الأكبر الشريف حسين باشا أمير مكة المكرمة إلى بلاد عسير لمقاتلة السيد محمد بن علي الإدريسي القائم في ذاك القطر فذكر المراحل وما وصل إليه من المعلومات عن أحوال تلك الجهات في العلم والاقتصاد وغيرهما فدل عَلَى بعد نظر وفضل وذكاء. وافاض في الكلام عن اليمن ثم تكلم عَلَى جزيرة العرب إلا أننا رأيناه غالى في وصف شعبذات الإدريسي مما لا نظن أن رجلاً تعلم في مصر عَلَى ما هو المعروف تحدثه نفسه في مثل هذا النصر يأتيه وكنا نريد أن تتنزه هذه الرحلة النافعة عن التعرض لمثل هذا غذ أن من عادات السياسيين أن يتهموا خصومهم أنواع التهم وما ننس ما قاله مؤرخو الحكومة في الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي وجماعته وما افتروه عليهم ثم ثبت للتاريخ خلافه. وإنا نتلقى العبارات التي أوردها صاحب هذه الرحلة وربما كان نقلاً عن غيره بغاية الاحتراس وعساه ينظر في ذلك ويبحث عن الثقات ويضيفه في طبعة ثانية من كتابه فتكون رحلته تاريخاً حقيقياً خالداً لا أثر فيه لأهواء السياسة وعلى كل فنشكر الكاتب عَلَى رحلته ونرجو أن ينظر نظراً بليغاً في عبارة الكتاب وطبعه المرة التالية. مطبوعات الآباء اليسوعيين ثلاثة كتب أهدتنا إياها إدارة المطبعة الكاثوليكية في بيروت الأول أطيب الشعر وأطيب النثر من قدماء الأدباء وأهل العصر وهذا القسم الأول وهو أطرب الشعر كان ظهر في مجلة الشرق ومعظمه في موضوعات دينية لأناس إذا تجوزنا وعددناهم نظامين فلا نعدهم في الشعراء بحال لأن الشعر شعوراً وأكثر هذه القصائد التي رآها مدير الشرق من الكلم النوابغ كالخرنوب رطل نشارة في دريهمات من العسل بل معظم القصائد لا وزن فيها ولا قافية ولا لفظ ولا معنى وغريب بعد كل ذلك أن تنشر هذه القصائد عَلَى أنها عنوان البلاغة والفصاحة ليتحداها طلابهما ولو أنصف ناشرها لرمى بها في سلة سقط المتاع ولما أتعب الطابع بصف حروفها والقراء بمطالعتها لئلا تخدش عليهم ملكتهم العربية وكان الواجب أن ينشر لهم الشعر العالي لمن اشتهروا في هذا العصر بجودة قريضهم وسلاسته أمثال إسماعيل صبري وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران وشكيب أرسلان ومعروف الرصافي وعبد المحسن الكاظمي وطانيوس عبده ونقولا رزق الله وعشرات غيرهم في مصر والشام والعراق وهم حملة راية القريض وأمراء البيان بلا جدال ومثل هذه القصائد أو معظمها تخجل الجرائد الساقطة من نشرها دع تخليدها في كتاب وبيعها من الناس لتفسد لهم ملكتهم وما الداعي لنشرها إلا لأنها تضرب عَلَى نغمة تهتز لها أوتار قلوب ناشريها وحبك الشيء يعمي ويصم. الكتاب الثاني المذكرات الجغرافية في الأقطار السورية هي كراسة في 64 صفحة من قلم الأب هنري لامس الهولاندي اليسوعي كان نشرها في مجلة الشرق وقد ألم بها حالة سورية الطبيعية والاقتصادية وببعض ما كتب العرب في وصفها في القرون الوسطى وأجاد المؤلف كل الإجادة في التعريف بذلك وكنا نود لو أتم هذه السلسلة المفيدة لأنه يكتب عن بحث طويل وينقب في كل ما نشره في هذه الديار من المصنفات تنقيب عالم ضليع في موضوعه واسع الأفق في المادة العربية والإفرنجية التي يستقي منها ولو كان لكل من يؤلفون من الكفاءة في موضوعاتهم ما للأب لامس لاستراح النقاد من نقد التآليف الغثة التي تصدر من مطابع الشام ومصر خصوصاً ولتوفرت عَلَى الأمة أغلاط وخرافات تزيدها أغلاطاً عَلَى أغلاطها وخرافات إلى خرافاتها. الكتاب الثالث قانون بني عثمان المعروف بآصف نامه تأليف لطفي باشا وزير السلطان الكبير نشره الأب لويس شيخو علق عليه بعض حواش وفيه فائدة تاريخية نافعة لمن يتتبع تاريخ العثمانيين يعرف أسلوبهم في إدارتهم وسياسة بلادهم أيام عزهم. البرامكة اعتاد صديقنا الموسيو لوسين بوفا من علماء المشرقيات أن يأتي الحين بعد الآخر إلى عالم العلم بأبحاث شرقية دقيقة تعد ابتكاراً وإبداعاً في بابها وآخر ما كتب بالإفرنسية بحث في البرامكة وتاريخهم نقلاً عن مؤرخي العرب والفرس وقد وقع بحثه في 144 صفحة أفاد فيها وأجاد عَلَى عادته وألم بجميع ما ينبغي أن يعرف عن هذه الأسرة التي كان لها شأن وأي شأن في أوائل الدولة العباسية. تقويم البشير عن سنة 1913 هذه هي السنة السادسة والثلاثون لظهور هذا التقويم المفيد وهو في هذه السنة من تأليف الأب لويس معلوف اليسوعي مدير جريدة البشير وفيه فوائد غزيرة مثل حساب السنة بل السنين والأوقات والأعياد والأصوام وأسماء الرؤساء الروحيين ورؤساء الممالك وقناصل الدول ومعلومات نافعة عن ولاية بيروت ومتصرفية لبنان والولايات العثمانية وأحوالها الإدارية وأسماء قرى جبل لبنان وشذرات مدنية وتاريخية وجدول السلاطين العثمانيين وولاة العهد والجرائد والمجلات العربية في السلطنة وتعريفات البرد والتلغرافات والسكك الحديد وجداول النقود وإلى غير ذلك من الفوائد التي تهم مما دل عَلَى أن العناية بهذا التقويم تزيد سنة عن سنة بفضل مؤلفه وبعد نظره. دروس الفقه تأليف الشيخ محي الدين الخياط طبع في المطبعة الأهلية في بيروت تعنى المكتبة الأهلية في بيروت بطبع مختصرات مدرسية عَلَى نفقتها ومنها هذا الموجز اللطيف وهو يشتمل عَلَى ثلاثة فصول في أربعة وثلاثين درساً تفصل بها عقائد الإسلام وأحكام العبادات عَلَى الطريقتين النقلية والعقلية في 72 صفحة. المطالب العلية في الدروس الدينية تأليف الشيخ محمد راغب الطباخ طبع في مطبعة البهاء بحلب سنة 1330 هذا القسم الأول من هذه الدروس النافعة العملية في العبادات وما يقتضي للصغير معرفته وقد قررت اللجنة العلمية ومجلس معارف ولاية حلب تدريسه لتلامذة السنة الأولى والثانية في المكاتب الابتدائية. والمؤلف من رجال النهضة السورية بفضله وفضائله. بغية الراغبين وقرة عين أهل البلد الأمين فيما يتعلق بعين الجوهرة السيدة زبيدة أم المؤمنين تأليف السيد عبد الله الزواوي طبعت بالمطبعة الخيرية سنة1330. هذه الرسالة تشتمل عَلَى ذكر أحوال عين زبيدة التي يستقي منها أهل مكة المكرمة وما لها من المنافع العمومية للقاطنين بتلك البقاع المقدسة والوافدين عليها من جميع الأقطار مع بيان الإصلاحات التي أحدثته اللجنة المؤلفة لذلك تحت رعاية سيادة شريف مكة وذكر مباحث تتعلق بخطط هذا البلد الأمين وغير ذلك. الأربعون حديثاً في المسلسلة جمعها عبد الله أفندي الكزبري طبعت بمطبعة الفيحاء بدمشق سنة 1330. هي أربعون حديثاً مسلسلة بالسادة الأشراف متصلة سلسلتها بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مرفوعة إلى النبي صلي الله عليه وسلم رآها جامعها في ثبت محدث الديار الشامية في عصره الشيخ عبد الرحمن الكزبري. وقد جعل لها مقدمة بنسب بيت الكزبري أجداده فله الشكر. قاموس القضاء العثماني لسليمان أفندي مصوبع طبع بمطبعة العرفان بصيدا سنة 1330. كتاب من أحل الكتب التي صدرت تحت سماء سورية في العهد الخير يحتوي عَلَى جميع الأحكام الشرعية والقانونية المتعلقة بالمعاملات العادية والتجارية والمناكحات والعقوبات والفرائض والأوقاف ومقررات المعاهدات والامتيازات المعطاة للجانب وللرؤساء الروحيين من الملل غير المسلمة مضافاً إلى بعض الغامضة الشروح المعلقة عليها والمقررات الرسمية المفسرة لها مع مقررات الدوائر التشريعية التي وضعت لتحل محل بعض الأحكام القانونية. كل ذلك عَلَى حروف المعجم يسهل الاهتداء إلى مواده. وقد اعتمد فيه المؤلف وهو من رجال المحاماة في صيدا عَلَى مصادر منوعة عثمانية ومصرية تدل عَلَى تضلعه من هذا الفن الجليل وتلطفه في التنسيق والوضع وقد صدر من الكتاب حتى الآن ثلاثة أجزاء وقعت في 360 صفحة فنرجو من المؤلف التوفيق إلى إكمال عمله العلمي النافع. في بلاد الناس أو رحلة الشتاء والصيف لصاحبها عبد المجيد أفندي كامل الجزء الأول طبع بمطبعة الترقي بدمشق سنة 1330 - 1912 هي رحلة موجزة رحلها المؤلف في بعض بلاد إيطاليا وسويسرا وفرنسا ووصف فيها ما أثر في نفسه وفيه النافع كما فيه شؤون لا تخلو منها بعض الرحلات الحديثة من الأحاديث الخاصة التي لا علاقة لها بالعموميات ولا تفيد الجمهور مثل الكتاب المنشور في صفحة 42 وما تبع ذلك من اتهام المؤلف المصري بتهمة التجسس بعض أبناء وطنه في أوربا. وقد قدم المؤلف رحلته إلى عبد المجيد أفندي نجل ساكن الجنان السلطان عبد العزيز خان. كتاب الملهوف عَلَى قتلى الطوف للإمام رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس البغدادي. طبع بمطبعة العرفان في صيدا سنة 1329. مؤلف هذه الرسالة من علماء الشيعة في القرن السادس جسم فيها مقتل آل البيت عليهم السلام وما تقدم هذا العمل الفظيع في تاريخ الإسلام وما تأخر عنه من الوقائع المؤلمة عَلَى أسلوب مؤثر وقد وقع في 160 صفحة صغيرة. هداية المتعلمين إلى ما يجب في الدين للشيخ أحمد رضا طبعت بمطبعة العرفان في صيدا سنة 1330. هي رسالة مختصرة فيما يجب عَلَى المسلم معرفته وما يتحتم عليه الاعتقاد به عَلَى طريقة السؤال والجواب ألفه المؤلف لإفادة أبناء المدارس من ناشئة الوطن العاملي أي لأبناء الشيعة في بلاد بشارة وقد مزج فيه الاعتقاد الديني بالاعتقاد الزمني وأورد ما يجب عَلَى من يتمذهب بمذهبه اعتقاده في الإمامة. آثار ذوات السوار لجامعه محمد عَلَى أفندي حشيشو طبع بمطبعة العرفان في صيدا صفحة 160. أجاد مؤلف هذا الكتاب وهو من نوابغ مدينة صيدا في اختيار هذا الموضوع لإفادة الجنس اللطيف والجنس النشيط معاً وذلك بجمعه عن أوثق كتب الأدب والحكايات والقصص. الأشعار والأجوبة التي صدرت عن النساء في صدر الإسلام وعهد نضارة لغة العرب وقد علق عَلَى بعض الألفاظ اللغوية شرحاً موجزاً يحل غامض المعاني فجاء كتابه جديراً بأن تعتمده في التدريس مدارس البنات العربيات ليعرفن كيف كانت جداتهن في الفضل والكمال ويأخذن البلاغة من معينها الصافي من الكدورات. ديوان الأدب في نوادر شعر العرب لنسيم أفندي الحلو طبع بمطبعة العرفان في صيدا سنة 1912. خص جامع هذا الكتاب الجزء الأول في نوادر الشعراء الأقدمين والثاني في نوادر الشعراء المعاصرين وعزا كل قصة أو قصيدة أو بيت لقائله فجاء كتابه مسلياً لطيفاً وحبذا لو كثرت أمثال هذه الكتب والرسائل التي يراعى فيها الأدب وذوق البلاد لتقوم مقام بعض الأقاصيص المعربة عن اللغات الإفرنجية التي كتبت لأمة غير أمتنا وهي لا تفيدنا في آدابنا ولا قلامة ظفر دع ما في أكثرها من الركاكة المستهجنة وقلة الأدب. رسائل منوعة الأولى ثلاث رسائل للشيخ حسن الشطي طبعت بمطبعة روضة الشام سنة 328 وهي رسالة في الكلام عَلَى البسملة الشريفة ورسالة في مبحث التقليد والتلفيق ورسالة في فسخ النكاح عَلَى المذهب الحنبلي. الثانية كتاب مصر وسورية وهي مجموعة مقالات أدرجت في جريدة النصير البيروتية لنسيم أفندي ملول. الثالثة أبناء الفقر أكثر تأثيراً في ترقية الهيئة الاجتماعية من أبناء الغني للمقيلة سلمى صائغ كساب وهو خطاب طبع في مجلة الحسناء. الرابعة تقرير جمعية الملجأ الصحي التدرني في ظهر الباشق قرب قرية رومية لبنان 1911 - 1912 وفيه خلاصة أعمال هذا الملجأ ومن تبرعوا له وقانونه. المستعمرات الاجتماعية أحدثت حماية الأولاد المهملين المتشردين والمجرمين عناية فائقة في جميع بلاد الغرب منذ ثلاثين سنة وكان السابق إلى الدعوة للنظر في هذا الأمر الخطير جول سيمون الفيلسوف الفرنسوي ثم تابعه كثير من أهل البحث والنظر والفلسفة وفي جملتهم الفيلسوف ريبو وقد ذهب الباحثون في ذلك مذهبين فمنهم من رأى أخذ الولد المجرم من أهله لئلا يؤثر فيه محيطهم وأن يسلم إلى أسرة شريفة تنظر في تربيته وتقدم عَلَى تهذيبه وقد نجحت هذه الطريقة كثيراً إلا أن بعض الباحثين في الجرائم يزعمون أنها لا ينتج نتيجة حسنة حقيقية في أحوال كثيرة من شأنها أن تحمل الولد عَلَى ارتكاب الجرائم منذ صغره لفساد طرأ عليه ومن رأيهم أن مدارس الإصلاح أو مستعمرات التوبة تنجح في تحسين حالة الأولاد الفاسدين ليس إلا وبهذا النظر أنشئت معاهد للأولاد فيلا البلاد الغربية مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإنكلترا وإيطاليا والمجر والبلجيك وهولاندة وسويسرا. وأهم ما أنشئ من نوعها ما كان في سويسرا فإن أساسها النظام يعيش فيها الولد مطلقة حريتهم بدون أن يخضعوا لمراقبة الحراس عليهم ويعنى بهم عناية لا يشعرون بالثقل عليهم بها وهم محفوفون بكل ما يساعد عَلَى تربيتهم في محيط أدبي وإذا نظر إليهم المرء لأول وهلة يظنهم تلامذة داخليين متمتعين بحريتهم ولهم حرية تامة في أعمالهم يذهبون ويجيئون كما يشاؤن ويتكلمون كما يفكرون ويعملون بدون أن يستولي عليهم أدنى خوف من سلطة فوق رؤوسهم ولا يلاحظون أنهم مراقبون يعيشون كأنهم في عائلة متمتعين بحماية خالية من القسوة الظاهرة ومن مرض منهم يعنى بأمره عناية فائقة كأنهم بين أهلهم وذويهم وهكذا لا يزالون بهم حتى ينسوا أن ماضيهم كان سيئاً ويكفرون عما أقدمت أيديهم بتحسين الخلاق وتوسيع العقل وهذه الطريقة تعدهم للدخول ذات يوم في المجتمع الذي يتلقاهم كأنه نسي ما أتوا سابقاً. وبعد ظهر كل أحد يعطون دروساً في التربية في صورة محاصرات تؤخذ موضوعاتها من تاريخ مدنيات الأمم. وتكون هذه المحاضرات بحسب سني الأولاد يلقيها معلمون أو معلمات وإذا شوهد أن أحد الأولاد لم ينجع فيه نصح القائمين عَلَى إصلاحه يعزل عن رفاقه بدون أن تساء معاملته. وبالجملة فكان خير طريقة في هذا الباب طريقة التربية عَلَى الأسلوب البيتي وتكون هذه المستعمرات في الفلاة وسط الغابات حيث يجتمع الأولاد فرقاً فرقاً كل فرقة مؤلفة من خمسة عشر ولداً تحت نظارة معلم يسمونه أبا الأسرة ويسكن معهم في مستعمرتهم ويعيش وإياهم يلعب ألعابهم ويعنى بإصلاح ذكائهم أو إعداده ويهيئ لهم مستقبلهم بان يعلم كل واحد منهم صناعة وقد كان سنة 1900 في سويسرا 36 معهداً مثل ذلك فيه 1578 ولداً. حماية الطيور تفكر إنكلترا بسن قانون تحظر فيه صيد الطيور إلا قليلاً إذ ثبت أن النافع منها في إهلاك الحشرات قد يصاد فيعود من ذلك ضرر كبير عَلَى الزراعة. والناس بعد التفنن في أسلحة الصيد عادوا فأنشأوا أسلاكاً كهربائية يضعونها فيصعقون بها دفعة واحدة عشرة آلاف طير فإذا شاعت هذه الطريقة في كل مكان لا تلبث ضروب الطيور أن تنقرض وقد حسب العلماء أنه أذا انقرض الطير لا تمض ثمان سنين حتى لا تعود الأرض صالحة لسكنى الإنسان. ورأى بعضهم أن خير طريقة لمنع صيد الطيور أن تشدد الحكومات فيه كثيراً وأن يعاونها الناس في تنفيذ القوانين كأن يعلم المدرس في المدرسة منافع الطيور ومضار فقدها لأنهم تحققوا فيلا أوربا أن المدارس التي عني معلموها بنصح التلاميذ أن لا يأخذوا أعشاش الطيور ليلعبوا بها قد أتت بنتائج حسنة وقد أقاموا في المجر سنة 1907 عيداً سنوياً للطيور اشترك فيه زهاء مائتي ألف ولد وقد زرعت النمسا في السنة الماضي أربعة عشر عش صناعي مجاناً وفي ألمانيا يعاقب من يزيل وكنة أحد الطيور بغرامة مائتي مارك وربما حبس أحياناً ولكي ينال المرء الحق في وضع بلبل في قفص يجب عليه أن يطالب رخصة خاصة ويدفع رسماً لمنفعة بيوت الإحسان أما سويسرا فقانونها لحماية الطيور أشد منكل بلد حتى لقد يصبح أن تسمى الجمهورية محبة الطيور - عن مجلة الديبا الفرنسوية. لاتقاء الحر اشتدت الحرارة هذه السنة في أكثر الأقطار وقد كتبت بعض المجلات الأوربية نصائح الصحية للناس خلال فصل الصيف جاء فيها أن ما يعمد إليه الناس من استعمال المثلجات والمبردات قد ينشأ من احتقان مختلف الأشكال ويحدث تعباً في الجسم وإعياء فالمبردات لا تبرد الجسم بل تثقل عَلَى المعدة وتفسد الطعام الذي فيه وتتعب الكلى والمثانة بيد أن العرق مفيد لأنه عبارة عن غسل الداخل نحو الخارج لأنه يحذف المواد الوسخة من الجسم ولاسيما جوهر البول والحامض البولي ولكن ذلك لا يطلب بتناول المثلجات بل الرياضة المعتدلة عَلَى شرط أن يغير المرء ثيابه كلما عرق لئلا يبرد جسمه بهذا التبخر وينبغي الامتناع في الحر عن المشروبات الروحية وأن لا يتعرض المرء للشمس فلا يخرج إن أمكن من محله وقت اشتدادها وإذا خرج فلا باس أن يحمل شمسية ويجعل عَلَى عنقه منديلاً ويلبس ألبسة رفيعة تكون إلى البياض أقرب واسعة بحيث يتخللها الهواء وأن يقلل الطعام ولاسيما ما كان منه مهيجاً ويكون عَلَى الأكثر ألباناً وبقولاً وينبغي أن تكون الثمار ناضجة جداً مطبوخة عند الاقتضاء وأن يمتنع عن الزبدة والمربيات وأن يقتصر عَلَى الماء المقطر النقي يؤخذ عند العطش بكمية قليلة أو تؤخذ مياه معدنية مكفولة من ينابيعها وأن يستحم المرء وينام مغطى قليلاً لئلا يختلف الهواء في الليل فما يضر بصحة النائم التقلب من حر إلى برودة ولا بأس بأن يفتح باب غرفة النوم إذا كانت متصلة بغرفة أخرى يلعب فيها الهواء أو تكون متصلة بدهليز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج5 وج6.كتاب عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري

  ج5 وج6.كتاب عيون الأخبار ابن قتيبة  الدينوري وقال بعضهم: إن أحب إخواني إليّ، من كثرت أياديه عليّ . شعر لرجل في أخٍ له وقال رجل في أخ...